التسميات

السبت، 23 يناير 2021

امرأة عابرة




فيْ لحنيْ وخيالِ بودلير

امرأةٌ عابرةٌ

مَضتِ في خَريفِ الخَيال

والشارعُ الصّاخبُ يهذيْ

 كانَ حَوليَ يهذيْ ..

تعبرُ امرأةٌ نحيلةٌ ؛

ذاتَ قدٍّ صارخٍ وَجمالْ ..

ترفلُ في وَهَنِ الحِدَاد،

بين نسغِ الألمُ المَهيبِ،

وتوازنِ يدِ هالةِ الإكليلِ ..

تهربُ

****

رشيقةٌ، لها ساقُ تِمثَالٍ.

وأنا، في عينيها مَاثلٌ قائمٌ،

وفي سَّماءِ داكنة هَبَّةُ إعصار

أشربُ منِ رَحيقهَا الغَائبُ؛

عذوبة تفتن، وَلذة تقتلُ ..

وشيءٌ ثائرٌ استباحَ المَكانْ ..

تِعصِفُها أمواجُ الأمَانِي حَوليْ،

وَتخطّهُا سُطورُ الزَمَانْ

رًضابٌا فيْ سُفوحِ كتابيْ

تُسكرنيْ لذةً بِها وتهربْ ..

****

ووميض الليل الهادئُ!

– ينتزعُ منها الجَمَالَ ..

وبنظرتيها أولدُ مِنْ جديدٍ

لم أراها بعدُ إلا في الأبدية؟

أو في مَكانِ ، بعيداً !

بعد فواتِ الأوان !

لا أدري أين تهربُ منيْ،

وقد جَهلتْ أثر خُطَاهَا قدمَاي،

تُسكرنيْ لذةً بِها فتهربْ ..

فيْ عَنَاوينَ السّرابْ ..

يا امرَأةٌ عابرةَ ،

 أنتي التّي أحببتها سُهوةٌ،.

قدْ مَضتِ في خَريفِ الخَيال،

 

****

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق