التسميات

الاثنين، 29 مارس 2021

احترام المشاعر



عبد الله البنين

أيها الإنسان : الحَياة الطيبةُ ليست حياة انفرادية، لقد منحنا الرّبُ المَجيدُ الحُبَّ بذارُ الحَنانِ والمشاركةِ.

صديقي المشاحن : بعيدا عني، وعن قلبي، حينَ تأتي لتعرضُ رؤيتك علي، فإني أظن انكَ تقدمُ أمراً استشاريّا تطلبُ فيه رأيا أقدمْه لكَ أو وجهة نظر بأدبٍ وصراحةٍ واحترامٍ ، لكنني أجد أنّ فيما تقدمهُ أحيانا، تسويقٌ لِفكرةٍ ما وفرضٌ لأمرٍ لا يمكن القبولَ والتسليمَ به، وقد تكون فكرةٌ قاصرةٌ ، لا يتناسبُ أبداً معَ مَا أؤمن به أو ما أطرحه. وهو ظنٌ منكَ بأننيْ أقبلُ بأبسطِ وبأقلِ مَا يجبُ أن ارتضِيه لنفسيْ وما يتفق مع ارادتيْ وحبي للحيَاة. وكأن كبريائك وتعاليك، يصادرُ حريتي وعقليْ ورؤيتيْ وأفكاري، كأنك تضعنيْ بين مطرقةِ وسندانَ لما يمكن أن تتوهم. معذرة صديقي المشاحن هذا أمرٌ لا أقبل به،

هيهاتٌ القبولَ بأمرٍ يُفرَضُ هيمنة وقوةٍ إجبارية، هذا مهين لإحساسي ومشاعريِ . في قرارةِ نفسكَ ترى قبولي بسطوةِ فكرتكَ أنها تضعكَ فيْ قمةِ هرم كثيرٌ مما تعتقد وأنها مصدرُ الهام لقوتكَ، وانتصارٌ وتسّيدٌ علىَ المُثلِ والقيمِ العليا ، كيْ تجعلَ مني ساذجا لا يدركُ معانيَ كثير منْ الأشياء. وهذا مثلٌ كافٍ يؤكُد أنكَ لا تقرأ الواقعَ ولا تعِ كثيراً مفاهيم. الحياة.

صديقي المشاحن : حين أقدم لكَ أفكارا متواضعةً، ليستْ دليل ضعيف وخنوعٍ، بل هيَ دليلٌ يحملُ كثيراً منْ القيمِ والمثلِ النبيلةِ السامية، التيْ تدعوك لاحترام أفكار الآخرين بلا غلوَ وتحيز وتطرفٍ ، كل فكرةٍ هي مجرد فكرة يقبلها العقلُ ويٌقرُها المَنطِقُ، هذا ما يجبُ عليكَ أن تقبل به وتفهمهُ ، وهذا مَالا افرضَهُ عليك،

أيها الإنسان : آراؤكَ في الحَياة ، دون علمٍ حقيقي لا يُبنى عليه أيَّ قرار، هي مُجردَ وجهاتُ نظرٍ تحتمل الصواب والخطأ. فطوبى لمن يعرف قيمة احترامُ المشاعرِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق