الإغريق هو مصطلح عربي يشير إلى (اليونانيون القدماء)
، ويطلق عليهم أيضاً "الهيلينيون" ، وهي مجموعة عرقيّة موطنها الأصلي
(اليونان وقبرص) ، والمناطق القريبة من البحر الأبيض المتوسط . في الألفية الثانية
قبل الميلاد ، قامت عدة قبائل بالنزوح من الشمال إلى اليونان ، وعند استقرارها
هناك قامت بالتأسيس لحضارة على نمط الحضارة "الكريتية" ، فأصبحوا قوّةً
ضاربة في منطقة "بحر إيجة" ، وفي القرن الخامس عشر قبل الميلاد ، استولى
الإغريق على المنطقة وانتزعوها من أيدي الكريتيين . كانت وحدات القبائل الإغريقيين
قد تمكنوا في الأرض ، وقاموا بتشكيل وحدات سياسيّة مستقلة ، يطلق على كل وحدة إسم
بولس (الدولة أو المدينة) . بلغت الحضارة الإغريقية أوج عظمتها و ازدهارها خلال
القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد ، بالتزامن مع ظهور مدن مهمة كـ(إسبرطة
وأثينا) ، والعديد من المدن التي يشهد لها بمدى قوتها ونفوذها ، كما ازدهر مفهوم
الديمقراطيّة والفنون والعلوم على اختلافها . في الوقت ذاته خاضت حروب طويلة ،
أسفر عنها هزيمة الإغريق للقوّات الفارسيّة القادمة من الشرق . اشتعلت الحروب بين
المدن الإغريقيّة نفسها ، وهذا الأمر أدى إلى ضعف وتضعضع ، وبالتالي انهيار
السياسة الإغريقيّة . وبالرغم من هذا بقيت "أثينا" المركز الثقافي
للعالم القديم ، في هذه الأثناء تسلمت مملكة مقدونيا زمام السلطة في القرن الثالث
ق.م ، وعندما ولي الإسكندر الأكبر الحكم ، أشتهر عنه عشقه اللامحدود (للحضارةِ
الإغريقية) وتأثره بها إلى حدٍ بعيد ، وبعد إقامته لإمبراطوريته (مقدونيا) ، عمل
على نشر الثقافة الإغريقيّة لما فيها من تنوع في العلوم بجميع أشكالها ،في أرجاء
إمبراطوريته المترامية الأطراف . اقتبس الرومان من الإغريق العديد من الأفكار ،
والتي ساعدتهم على نشر الثقافة الإغريقيّة في أنحاء الإمبراطوريّة ، حتى أنه تمّ
تسميتها بـ(الثقافة الإغريرومانيّة) ، امتازت الحضارة الإغريقية بالتميز المعماري
، وكان أهم ما يميز فن العمارة في تلك الحضارة ، استخدامها للطراز الأيوني والدوري
والكورونثي ، وهذا ما تدل عليه الآثار المتبقية من تلك الحضارة العريقة من مبانٍ
ومعابد . تأثرت الحضارة الإغريقية بحضاراتٍ سابقة كالحضارة الفرعونيّة ، والحضارة
الفارسيّة . وأخيراً ، تعد الحضارة الإغريقية أو (اليونانيّة القديمة) ، من أعرق
وأرقى الحضارات القديمة ، والتي أغنت العالم بالعديد من العلوم والفنون ، والتي ما
زالت آثارها شاهدةً عليها حتى يومنا هذا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق